كتب7 min read

تأملات وتأويلات لكتاب المياه كلها بلون الغرق

سيوران

لاحدود لقدرة الالمان على التحمل , وهذا حتى في الجنون . نيتشه تحمل جنونه طيلة إحدى عشر سنة , هولدرلين طيلة اربعين سنة .

لفتت انتباهي المقولة حيث اتذكر اننا كنا ننادي فريق المانيا بالماكينات !


بدون شكنا في انفسنا تغدو شكوكيتنا كلمة ميتة , حيرة مبتذلة .

حال لسان يقول , ما فائدة شكوكيتك و بحثك للحقيقة اذ لم تشك في افكارك , قناعاتك , معتقداتك ؟


الكتاب الذي يقوض كل شئ ثم لايقوض نفسه بعد ذلك هو كتاب قد اغاظنا دون جدوى

ما قصد سيوران ؟ ربما سفسطائية .


الجمهور يتهافت على مايسمي بالكتاب الإنسانيين , هو واثق بانه لا يخشى منهم شيا . انه يعرف انهم وقد توقفوا - مثله في منتصف الطريق , سقترحون عليه صلحا مع المستحيل , رؤية منسجمة للفوضى .

وما اكثر رواد التفاؤلية ( Optimism ) و التقدمية


خلاعة البورنوغرافيين الشفهية ناشئة في الاغلب عن افراط في الحياء عن الخجل من عرية روحهم 

مازاد عن حده انقلب ضده ؟


لاشئ يصيب العقل بالجفاف مثل نفوره من تصور افكار مبهمة

وما اكثر من يرفض حاجة عقله للتفلسف والتفكير يدفن الحاجة فتتعفن .


ان تكون انسانا حديثا هو ان تبحث عن عقار لما افسده الدهر 

ماذا يا سيوران ؟ , مابعد الحداثة والكفر بالعقل ام غياب المعنى ؟ , الثلوث ومشاكل المناخ ام النسبية الاخلاقية و الفكرية !؟


ما كنا لنعتنق الافكار بكل هذه السذاجة لولا نسياننا انها وليدة حيوانات ثديية 

وهنا اقول لامشكلة من اعتناق فكرة والدفاع عنها او حتى تقليد شخص في فكرته لكن المشكلة تبدا حينما تولد الصنمية والتعصب


 لمعاقبة الاخرين على انهم اسعد منا حالا , لانجد افضل من ان نلقحهم بوساوسنا ذلك ان اوجاعنا ليست -للاسف - معدية


ثمة قلق فطري يقوم لدينا مقام العلم والحدس في الوقت نفس

الفطرة ؟


في ترددنا علامة على نزاهتنا , اما يقيننا فلا يدل الا على دجلنا ( يعرف المفكر الغشاش من حصيلة الافكار الدقيقة التي يدافع عنها )

هل ينطبق الامر عليك يا سيوران ؟ هل كلامك هنا حقيقة يقينية ؟


غصت في المطلق مغرور غبيا وخرجت منه وانا مثل ساكن الكهوف


اعتراض على العلم : هذا العالم ( لايستحق ) ان نعرفه .

اقسى ماقيل في العدمية !


ان نسال ان كنا احرار ام لا هو تفاهة امام عقل تجرجره حريرات هذياناته

اختلف ! ان تكون بعض تصرفاتنا محبوسة اللاشعور و البيئة لايعني بالضرورة غياب حرية الارادة !


لا يكون للأحاسيس منفذ وان لاتفضى الى شئ وان تضيع في نفسها فهذه هي الماساة التي تسكن لاوعي الجميع .

ربما تفسر انتحار الكثير من معتنقي العدمية المطلقة وكذلك اتجاه الغير مؤمنين الى حركة العصر الجديد


انه لمساس بالفكرة ان نعمقها ذلك يعني ان ننتزع منها سحرها وربما حياتها 


مع كل فكرة تولد فينا ثمة شئ يتعفن

كل مسألة تدنس لغزا والمسالة بدورها يدنسها حلها


لماذا تكذب النساء ؟

اذ لما كن مجبرات على الحشمة قد توجب عليهن ان يخفين رغباتهن وان يكذبن .


اذا امكن للايمان او السياسة او الحيوانية النيل من الياس فلا شئ ينال من الكآبة : انها لايمكن ان تتوقف الا مع اخر قطرة من دمنا

حتمية المعاناة


انا شبيه بالدمية المتحركة المكسورة التي سقطت عيناها الى الداخل 

ما المقصد ؟ ربما انكساره جعله يغوص في نفسه ويعرفها ؟


اكثر من مرة رضخت لتلك الحاجة الى الاختناق الى الله

مجددا , الفطرة ؟


كان من السهل ان نتاقلم مع الاحزان لولا انها تجهز على العقل والكبد 


تقززنا من هذا الشئ او ذلك ليس سوى تحويل لوجهة تقززنا من انفسنا

يذكرني بمقولة Behind the facade of a bully often lies a foundation of insecurity.


اذا حزنت مرة دونما سبب فثق انك كنت حزينا طيلة حياتك دون ان تعرف


الحزن شهية لاتشبعها اي مصيبة .


عبثا يبحث الغرب عن طريقة للاحتضار لائقة بماضيه

مايمر به الغرب في العصر الحديث يجعل المقولة عميقة لدرجة الحقيقة .


شباب الحضارة يخترع له احداث , اما نحن فلم نعد نعرف كيف ننجو من الاحداث التي تضغط علينا .


من يتشبثون بالفلسفة الانسانية انما هم يلهجون بلفظ منهك , لفظ شبحي


لا يستطيع احد ان يحرس عزلته اذا لم يعرف كيف يكون بغيضا 

بالفعل :)


الشكوكية التي لاتساهم في دمار صحتنا ليست سوى رياضة ذهنية

استذكر ما حدث مع الامام الغزالي .


نولد ونحن نملك درة على الاعجاب لاتقدر عشر كواكب اخرى على استنفادها اما الارض فتستنفدها مباشرة

ارى المقولة متناقضة مع رؤية سيوران فربما يقصد مدى جمالية و مميزات الارض وربما يقصد ان بؤس الارض يجعلنا لانعجب بشئ .


مع التقدم في السن يتعلم المرء مقايضة مخاوفه بقهقهاتة


لانحس بمذاق للايام الا حين نتهرب من ضرورة ان يكون لنا مصير

يذكرني بمقولة توماس ناجل ( على الانسان ان يبقى نظره قائما على مايواجه بصره بصورة مباشرة )


كلما ازدادت لامبالاتي بالبشر تضاعفت قدرتهم على التاثير في ومهما احتقرتهم فاني لا استطيع الاقتراب منهم الا متلعثما .


في كان للتاريخ غاية , لكان مصيرنا يثير الرثاء , نحن الذين لم ننجز شيئا . اما في هذا اللامعني الشامل , فقد بات في وسعنا نحن الحقراء الصعاليك الذين لاجدوى لهم , ان نرفع رؤوسنا فخورين بكوننا كنا على حق .


يا لها من حيرة حين نكون غير واثقين من شكوكنا فنتساءل هل هي حقا شكوك 

الشك فالشك 


لايمكننا تجنب عيوب البشر دون ان نهرب في الوقت نفسه من فضائلهم هكذا نفلس بواسطة الحكمة .


حيث نفقد كل دافع تسود الدنيا في اعيننا وتصبح تلك السوداوية الحافز الاخير نصير عاجزين عن الاستغناء عنها فنتبعها في العرس كما في الجنازة


لاينتحر الا المتفائلون الذين لم يعودوا قادرين على الاستمرار في التفاؤل . اما الاخرون فلماذا يكون لهم مبرر للموت وهم لايملكون مبررا للحياة ؟


بعد ان صاروا لايعرفون من التجربة الدينية غير قلق التبحر في الفقه اصبح اهل الحداثة يعمدون الى وضع المطلق في الميزان . صار الدين يقاطع الايمان تخلوا عن الصلاة ليعتنوا بالتعليق على الصلاة لاشئ سوى نظريات . صار الدين يقاطع الايمان .

عميقة , فحتما احس ان الدين اصبح مجرد عبادات حركية دون تصوف روحي حقيقي .


الكائنات التي تعيش بدون ذاكرة لم تغادر الفردوس بعد


حومت حول الله تحويم الوشاة تجسست عليه لما عجزت عن التوسل اليه

جميعنا بحاجة لله سواء اختار الشخص عبادته او معاداته .


من بين كل ما انتجه علماء اللاهوت الصفحات الوحيدة الجديرة بالقراءة والعبارات الوحيدة الحقيقية هي تلك التي خصوا بها الخصوم كم تتغير نبرتهم حين يديرون الظهر الى النور ويفرغون الى العتمة , انهم يعودون اخيرا الى ميدانهم الاخير . اخيرا في وسعهم ان يكرهوا 

بعض ال ( فقهاء ) الفجور فالخصومة . { وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا }


ثمة راهب وجزار يتحاربات داخل كل رعبة

الهو والانا الاعلى ؟


الجسد نقيض للرحمة . الالتذاذ قادر على تحويل قديس الى ذئب


لماذا نعاشر افلاطون اذا كان اي ساكسوفون قادر هو ايضا على ان يكشف لنا عن عالم اخر 

اجمل ماقيل فالموسيقى ؟


حين كانت البشرية في بداياتها تتمرن على الشقاء لم يتصور احد انها ستقدر يوما على انتاجه في شكل مسلسل .


لو كانت ل ( نوح ) القدرة على قراءة الغيب لثقب فلكه دون شك 

مجددا , افضل ماقيل فعدمية مابعد الحداثة ؟! 


المصائب كلها ثورات - حروب - قمع ناتجة عن ( شعار ) مكتوب فوق علم


سيتم تحرير الانسان يوم يتخلص من ملف الغائية ليفهم ان ظهوره حدث عارض وان محنه مجانية 

يكتب فرويد ان الغاية مرض نفسي و يقول فيتكور فرانكل الغائية شئ ضروري .


اللحظة التي تسول لنا اننا فهمنا كل شئ تمنحنا هيئة القتلة


بسبب رفضها الاحتفال بالاجهاض وامتناعها عن اباحة اكل لحم البشر ستضطر المجتمعات الحديثة الى حل معضلاتها بطرق اشد ضراوة

كل شئ مجرد مادة اذن كل شئ مسموح


لايمكن ان نعرف ان كان البشر سيواصل طويلا استخدام الكلام انه سيستعيد شيأ فشيأ عادة العواء


شئنا ام ابينا نحن جميعا محللون نفسانيون مغرمون باسرار القلوب.